تزخر محافظة ظفار بالعديد من اللهجات مثل اللهجة الجبالية واللهجة المهرية واللهجة الكثيرية واللهجة البطحرية وكل لهجة لها خصوصيتها ومناطقها الجغرافية ،وسوف نتحدث في بحثنا هذا عن واحد من هذه اللهجات ألا وهي اللهجة الجبالية ويشتمل هذا البحث على مجموعة من المفردات، قد لاتعكس النطق الحقيقي لمخارج الألفاظ أو النغمات الصوتية .فلا يمكن للفرد إتقان النطق بهذه اللهجة إلا من مارسها وحاول الاحتكاك المباشر مع المجتمع الذي تنشأ فيه.
وسوف نتطرق في هذه المدونة عن أشهر اللهجات في ظفار ألا وهي اللهجة الجبالية .
اللغــــــــــــــــــــة الجبالية :
توجد هذه اللغة في محافظة ظفار في جنوب السلطنة ، و يرجع أصل هذه اللغة كما يقول أحد الباحثين إلى لغة أهل حمير ، و بسبب العزلة حيث أن المنطقة جبلية تطورت و أصبح لغة مستقلة ن اللغة العربية .
معلومات عامة عن هذه اللهجة:
هناك الكثير من الآراء حول أصل هذه اللهجة ولكنها تفتقر إلى حقائق علمية ومصادر تاريخية موثوق بها .وعلى الأرجح هي إحدى اللهجات العربية القديمة التي ظهرت في جنوب الجزيرة العربية . وشاءت الأقدار أن تصل هذه اللهجة دون رصيد من الحروف الهجائية أو ما يدل على مخطوطات توضح ذلك .
وتزخر محافظة ظفار بالكثير من الآثار التاريخية القديمة وربما المستقبل القريب يكشف لنا الكثير عن أصالة هذه اللهجة .
الموقع الجغرافي لهذه اللهجة :
تقع محافظة ظفار في اقصى الجنوب الغربي لسلطنة عمان .وتنقسم محافظة ظفار إلى ثلاث مناطق جغرافية رئيسية :
منطقة السهل
منطقة الجبال
منطقة البادية
ويتحدث هذه اللهجة سكان الجبال وبعض السكان في المدينة لاسيما كبار السن ،وذلك نتيجة للصلات الاجتماعية المتقاربة .
كذلك نستطيع القول بأن مناطق الجبال في محافظة ظفار يمكن توزيعها إلى ثلاث مناطق رئيسية وهي كالتالي :
المنطقة الشرقية
المنطقة الوسطى
المنطقة الغربية
وكل سكان هذه المناطق يتحدثون بهذه اللهجة مع وجود تغييرات بسيطة في بعض المفاهيم والمصطلحات والتي بدورها تعطي طابع خاص لدى أفراد كل منطقة تميزهم عند النطق بهذه اللهجة .
العوامل التي تهدد اللهجة :
تعتبر اللهجة الجبالية من اللهجات التي يهددها الانقراض نتيجة لعدة عوامل نذكر منها :
أولا :عدم وجود حروف هجائية أو قواعد لغوية تستند إليها هذه اللهجة.
ثالثا :اختلاط العديد من المفردات والمصطلحات الجديدة باللهجة وتوجه الأمهات والشباب لتعليم أطفالهم هذه المفردات .
رابعا :الركاكة في نطق بعض المفاهيم عند الجيل الجديد وهذا ما يؤدي إلى تحريف الكثير من المعاني الحقيقية لمفاهيم اللهجة .
خامسا :قلة الكتابات والمؤلفات عن هذه اللهجة.
الكلمات المشتركة بين الفصحى ولسان ظفار الحميري المعاصر:
توجد الكثير من الكلمات المشتركة بين الجبالية واللغة العربية الفصحى نذكر لكم في هذه المدونة بعض هذه الكلمات ولمعرفة المزيد يمكنكم الرجوع إلى كتاب لسان ظفار الحميري للدكتور محمد المعشني
أ ب د
أبْدَنْ: تستخدم للنفي القاطع كما يستخدم أبدا في الفصحى .
أ ب ر
بِرِئْ: وُلد،وأولد .إبْرِتْ :البنت ،الصغيرة من أي شيء تكون بجانب الكبيرة ،وفي الفصحى ،أَبَرَ إذا لقح النخل .الإبرة:فسيل النخل أو صغارها والجمع إبر وإبرات.
إ ب ل س
إبْلِسْ:هو الشيطان الرجيم إبليس اللعين .وقد تأتي أحيانا بغير همز ،بلِسْ في حالة التنكير ،وفي الفصحى ،إبليس والجمع أباليس وأبالسة.
أ ب و
إِبْ: بهمزة مكسورة الوالد أو الأب.
أت ي
أتي :وقع ،وقع على ،تيسر وتهيأ . تاء بألف ممالة إلى ياء .- أكل .إتْأْ :قطعة لحم في الجسم تضرب إلى السواد .وفي الفصحى أتى عليه الدهر :أهلكه ،وأتى على فلان أتو أي أهلكه .
أ ث م
إثم :الذنب أو الإثم الذي يرتكب ،وفي الفصحى أثم وقع في الإثم والجمع مآثم وآثام.
أ ج ن
أُوجَنْتْ :بواو ممالة إلى ألف وجيم معطشة – الوجنة ،وقد وردت بهمزة بدل الواو والهمزة هنا أصلها واو . وفي الفصحى هي الوجنة .
أح
أحْ :تقال عند الشعور بوجع من ضرب أو لمس قوي من موضع مؤلم من الجسم .والدلالة نفسها في الفصحى .
الكلمات المشتركة بين بعض اللهجات اليمنية المعاصرة ولسان ظفار الحميري :
هناك الكثير من الكلمات المشتركة بين اللهجات في ظفار وبين لهجات اليمن المختلفة
وسوف نذكر لكم في البحث مجموعة من الكلمات المشتركة بين لهجات اليمن واللهجة الجبالية على سبيل المثال وليس الحصر.
أ ح ح
إحّيْه :لفظه يقولها من يشعر بتغلغل البرد ورعشته في جسمه ،فيتجمع ويقول إحّيْه ْ،وهي كذلك في لسان ظفار الحميري المعاصر .
ب ج ر
البِجُر هو :نبع الماء المؤقتالذي ينبجس من الأرض ،بسبب غزارة المطر وخاصة في الخريف.وفي لسان ظفار الحميري المعاصر انْبِجِرِر ْ بكسر تحت الراء ممالة إلى فتحة ،انبجس وتدفق أي الماء .
ب ج ش
بجش الشيء :انفتح .وفي لسان ظفار الحميري المعاصر تنقلب الباء إلى فاء فيقال فَجَش –بفتحتين ممالتين إلى ضمة –أي ظهر فجأة أو طلع وخرج من التربة (كل ما يبنت).
ب د د
بُدَة وبِدة :دون سائر كذا ،فيقال اخترتك صديقاً من بُدَة الناس أو من دون بِدة الناس .وفي لسان ظفار الحميري المعاصر تستخدم كلمة بُدْ بمعنى دون أو من دون .
ب ر ز
البرزة :اجتماع رجال القبيلة للتشاور .وفي لسن ظفار الحميري إيرْزَتْ تعني اجتماع رجال القبيلة أو مجموعة من القبائل لأمر ما .وفيها تحول الباء إلى ياء وهذا كثير الحدوث في لسان ظفار .
ب د ع
البدَاع:شاعر القبيلة الذي يناضل عنها في المعارك الشعرية وينطق بلسانها .وفي لسان ظفار الحميري المعاصر بِدَعْ-بكسرة ممالة إلى فتحة –نظم الشعر .
نصوص حية من اللهجة الجبالية:
نصوص باللغة الشحرية :
إن الأدب الشعبي للناطقين باللغة الشحرية أدب شفهي ؛فالشحرية ليست لغة مكتوبة ؛والشعر كمظهر بارز من هذا الأدب يصور الحياة التي عاشها ،ويعيشها أبناء ظفار في شتى مناحيها ،ففيه أشعار رسمت صورا للماضي بأفراحه ،وأحزانه وأشعار تحاول جاهدة أن ترسم الحاضر بألوانه المتعددة ،آخذه على نفسها مواكبة العصر ،والحفاظ على الماضي وتقديمه للأجيال الحاضرة ،على بساط من الحكمة ،والحب ،والسلام .
يأتي الجانب الشعري في هذه اللغة بألوان متعددة،أبرزها شعر" النانا " الغنائي ، إلى جانب شعر" الدبرارت"، شعر" الوياد" ،وشعر" المشل"(الهبوت) وعادة يكون في الأفراح ؛ونكتفي في بحثنا هذا بنصوص من شعر "النانا" وهو الفن المفضل إلى نفوس أهل الجنوب ، وهو الأمر الذي جعل بعض الدارسين يقرر باطمئنان : أن" النانا " أكثر الأنواع الشعرية انشارا في ظفار فهو يتميز بخفة الوزن ،وسهولة الأداء إضافة إلى طابعه الوجداني والإنساني .
أرسل أحد الشعراء قصيدة نانا إلى شاعرا آخر يطلب منه الرد عليها [1] قول فيها :
أل عد ذكن وقت .........................هن اتلك تهرج
أعلج امرضك..............................د طبب أل تلج[2]
وهذا نقل القصيدة إلى العربية بالمعنى مع المحافظة على الألفاظ ما أمكن )لم يعد ذلك الوقت الذي تقول( تهرج)فيه ما تريد؛فعالج مرضك ،ولا تلجأ إلى الطبيب )وهذا المعنى الظاهر ليس هو المقصود، وإنما هناك معنى آخر كامن وراء الألفاظ ،يقع عليه النبيه فيعبر عنه في رد على نفس القافية في قصيدة "نانا"تسمى(إقون )أي: الرد .
وبعد تفكير وتدبر في القصيدة السابقة لم يستطع الشاعر الثاني ،أن يقع لها على رد محدد فلجأ إلى قول قصيدة فيها تعميم ،وأمر يقيني ؛كي يحافظ على مركزه الذي تبوأه في وسط الشعراء من خلال ردوده المعروفة على القصائد،وقال :
هر أل فز إوقف * أد ابصر يخرج
دعد إرب أغلي * ذي افكك إن علج[3]
فالشاعر هنا يقول :إذا لم يتوقف طلوع الفجر حتى يموت (ينتهي)النور،فأن الرب(الله) هو الذي يفك ما صعب علاجه ،وهو العون فالجـأ إليه .
وكل هذا صحيح لكن الرد الذي يريده الشاعر الأول ،هو رد آخر أكثر تحديدا يمس المعنى الذي عناه الشاعر .وبعد فترة من الزمن تناهى إلى علم الشاعر الثاني أن الأول يمر بتجربة تمثلت في عجزه عن الزواج بامرأة أحبها وذلك لسوء القدر . يقول الشاعر الثاني:
بلئ حدب شنك * أدرت اتهلج
سكف ذل يعبرن * وذا اعظل أل ولج
والرد الموجه إلى الشاعر الأول مفاده :ولو رأيت الأرض مخضرة زاهية بجمالها فإن من لا يقوى على الوقوف ،ومن به مرض عضال فلا طاقة له على شيء فعليه الجلوس؛وهذا كله يدل على أن زواجه من أخت المحبوبة يجعل زواجه من المحبوبة أمرا مستحيلا في والدين .(بتصرف)
ب_أمثال باللغة الحميرية :
الأمثال :
تأتي لغة المثل سلسة سهلة ، عبارته موجزة ،بليغة شائعة الاستعمال،يتوارثها الخلف عن السلف.
وتعد الأمثال خلاصة تجربة أمة وخبرات حياة شعب ،تصف كثيرا من الحياة وآلامها ،وظواهرها النفسية ذات الأبعاد العميقة الغور.
واللغة الشحرية لغة غير مكتوبة وهو الأمر الذي يجعل ما يقع في الأيدي من الناطقين بها مصدرا وحيدا لمادتها .وقد احتفظ الناطقون بالشحرية بعاداتهم ،وتقاليدهم ،وتناقلوها خلف عن سلف إلى يومنا هذا .
ولكل موقف يمر بك مثَلٌ يدل عليه لدى القدماء ،إذا ما وقفت بعد تجربة مرت بك على رأي أو فائدة حاولت الخروج بها للآخرين ،بادروك (كبار السن ) بقول صار مَثلا لكثرة تررده على الألسن ألا وهو (آنف أقلع هر آخر شيء لا)ويعني "السابق من القوم لم يترك شيئا للاحق منهم "وأتبعوه بمثل عن السابقين ،يتعلق بما وقفت عليه أنت من خلال تجربتك الشخصية .
وبعد هذه المقدمة البسيطة عن دور الأمثال في ظفار نتناول بعض منها :
1- "آعشر إرحم أخر أر أغء إدفر "[4]ويعني "الصديق الجيد خير من الأخ السيئ"وفي العربية رب أخ لك لم تلده أمك .
2- "أل إبكت أر صدقي بل إضحكت أر خصمي "[5]ومعناه :ما أبكاني إلا صديقي وما أضحكني إلا خصمي ؛ فالصداقة الحقة ،تجعل صديقي يقسو علي أحيانا ،من أجل مصلحتي ،أما عدوي فيزيّن لي كل شيء ،وإن كان في الأمر خطأ .
الضمـــــــــائر :
أنا .................................. هـ
أنت ................................. هت
هو ................................. شه
هي ............................... سه
أنتما (المذكر ) ................... تم
أنتما (المؤنث ................... تن
هما وهن (للمؤنث ............. سن
نحن ............................. إنحه
أفعال كثيرة الاستخدام:
أريد (أمر) .................................عجك
كنت أريد (ماضي) ........................ آنفات لعجين
يجب (مضارع )........................... هوستو
سقط (ماضي )............................. شتييك
فتح (ماضي ).............................. فيتح
سأل (ماضي )............................. شخبير
اجلس (أمر ).............................. سكاف
اذهب (أمر ).............................. قد
في المجاملة والشكر:
صباح الخير .......................... يل صبحك
مساء الخير .......................... يلغمدك
أخبارك................................. خبور
شكرا لك ........................... جزك خر
[1]من عادات أهل ظفار أن يرسل الشاعر قصيدته إلى شاعرا آخر ليرد عليه ،أو يقول قصيدته طالبا الرد عليها ممن يقدر على ذلك من الشعراء وكأن الأمر تحد ،يهدف إلى إبراز المقدرة الشعرية لدى الشاعر .تتكون قصيدة النانا من مقطعين في صدر البيت ،ومقطعين في عجز البيت وله قافية موحدة .
[2] ألْ عَدْ :لم يعد ،ذَكُنْ وَقْتْ:ذلك الوقت *هن اتلك تهرج:ما تريد تهرج به ،أعَلْجْ إمْرَضْكْ:عالِجْ مَرَضَكَ *دِ طْبِبْ: إلى الطبيب ، ألْ تِلْجْ:لاتلجأ (دائما)
[3] هِرْ:إذا ،أل :لم،فَزْ :الفجر ،إوُقْفْ :توقف * أدْ :حتى :إبْصَرْ :النور ،يخِرْجْ:ينتهي
دعد :باق،إرب :الرب (الله)،أغُلِي: الغالي * ذي :الذي .فكك :يفك إن :ما ،عِلْجْ: صَعُبَ .
[4] أعَشْرْ :المعاشر (الصديق) ،إرْحِمْ :الرحيم (الجيد)،أخر :أفضل ،أرْ:من ،أغَء ْ :الأخ ،إدِفْر:السيئ
[5] ألْ:ما ،إبْكتَ:أبكاني ،أرْ:إلا،صِدِقي:صديقي،بل:الباء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق